مرحبا أيها السيد الصغير...
ها نحن نلتقي من جديد...
أقص عليك ما لا تريد...
أصغي...
فالخبر قديم...
و حظك فيه عديم...
ستنحب عزلتك سرا....
منذ قتل القائد جنوده غدرا....
ستفكر في الفناء مرار....
ستهرب بلدك و ربك الغفار..!
بعد أن يسقط طائر بين الأشجار...
لا تنظر إليّ هكذا....
بلدا وأرضا و أهلا تفارق....
من جديد بين الأقدار...
أنت الفتى المارق....
ستدخل أرضا تجاور....
جاهلها يحكم و يحاور.....
أرض الحضر حينها....
لون أخضر فاتر.....
ذهبهم أسود....
يصنعون منه حلية و أساور....
ما هذه الأرض يا رب....
ستقطع عنك الأغاني....
ستلاقي شيطانا...
تنقلب الموازين وتعاني.....
تجلد....
فبين السطور معاني...
تذكر حين قال الرب...
أنت غصن من بستاني....
الميت الحي...
و الكل عليك جاني....
قريب و غريب....
سنوات....
و لن تدرك غير الرب حبيب....
لن يطول...
غدا ستعود....
أرضك تونس.....
و الكل أرض المعبود....
ستعيد النظر.....
في ما ستكون...
يا صيحة السماوات....
في غفلة السكون.....
ٱبحث عملا و ٱسجد....
يوماً ما....
قصتك أسرد....
ذكر العابد المتجلد....
رزق الناس يجري...
و رزقه بين الأيام تجمد...
سبحان رب الملكوت...
ربا يعينك على الحوت....
ستتمنى النهاية و لا تموت...
لو لم تكن....
ذكرا بين الإنس والجن....
حبيب الرب قبل أن يخلق الزمن...
قوة تولد من وهن.....
يوم نار السماء تمتطر....
يوم نكمل كتابة...
أربعين سنة بين أسطر...
أعدك أيها الصائم...
بين الركن و المقام ستفطر.....
مفتاح الكعبة تقبل....
فأنت الأعزل....
يا صاحب الدعاء المزلزل....
صبرا....
فهم لا يعلمون.....
أن الأكفان تغزل.....
ملائكة من السماء تنزل....
جنود الرب جميعا في محفل...
كل هذا....
و أجمل...
و بعد حين...
و ها أنا أيها الشاهد...
أكمل..
بلا رحمة ...
بلا أمل...
ستسعى الأرض...
تتلمس رزقا وعمل....
عساك يسرا تلقى...
تطلب لحياتك عتقى.....
جبين أجلى...
يتصبب عرقى...
يا حبيب الرب لا تمل....
أنت من يشقى...
الصغير بين الأنبياء يرقى....
منذ الأزل....
أرضك عذاب....
و خبزك يلوثه التراب....
ستبكي حتى تجف الدموع...
ودعاء قلبك مسموع...
سترى هزلا حتى الضلوع...
لقد سحروك...
في مرقدك جن يوقد الشموع...
هذه حقيقة و ليست خيال....
ستستند الحجر بلا قوت....
بلا مال....
سنة يسقط الوثن في بغداد....
و يقرن المسلمون في الأصفاد....
لن يعنيك من ذلك شيء....
فأنت منذ سنوات في حداد....
بعدها سبع و يزدك سبعا....
قبل المعاد....
ستختفي بين السواد....
ستذكر ربك في الأوراد....
ستتخذ من الحروف عباد....
ستعانق طريقة الزهاد...
....
ععفوا لدموعي....
فالسطور ترعش الأكباد....
ماذا يحدث يا رب...
كيف ينجو....
هل من هذا العبد مراد....
لقد أصبح صفرا بين الأعداد...
ستواصل يا سيدي...
بلا مأوى بلا طعام...
رجل شريد وسط الزحام...
أجل يا مؤمنين....
ذاك هو الإمام....
حبيب العلام....
سنتان و تخف القسوة...
و تعشقك الصبايا و النسوة....
لكنك عن ذلك في غفوة...
لا أحد يعلم السر...
أن بردك حر....
أن العسل في فمك مر....
أنك المكتوب تفر....
أنك الوحيد...
و لست عبدا حر....
لا تسخط يا سيدي...
ليس هذا كلامي...
بل هي ذكرى أراها أمامي...
عسى المؤمن يهتدي...
و ألاقي إمامي....
و ها هو الرب يراني....
قد كتبت ٱسمك بين المعاني...
سوف يجعل لذلك حين...
أعلم قولك...
أنا سيد المجانين...
يعيش الشمال....
ويكره اليمين....
يعبد ربه...
ولا نحسبه من الطائعين...
عظيم الفاقة...
ليس من الطامعين...
بيت منتقم....
في أرض الصالحين....
الساخر الصغير...
يغير عليه رب العالمين....
سلاما يا سيدي...
تفضل بالجلوس...
الليلة سنحكي الكثير....
سنفتح ذلك الباب الخلفي....
الحديقة ليلة الخميس...
لا ...! لا...!
لا أحد يسمع....
سوى شيطان و قديس...
و رجل باع نفسا و نفيس...
ليلة ليست ككل اليالي....
سترى نفسك ....
بعد نوم العباد....
في طريق يغمره السواد...
ويمينك يبعد القمر قوس...
نور يهز الفؤاد....
لكن مهلا...!!!
ها هو القمر ينزل...
ٱبرح طريقك عله يرحل...
لا تجزع لا تعزف....
ٱطرق الباب...
يفتحه شيطان مكلف...
بعد أن أكل أهلا وأما...
ترى ثغره يقطر دما...
أجل يا سيدي...
مرحبا بك في السبعة الشديدة....
من هذه اللحظة...
أنت مرافق...
ذاك رسول العالم...
جن يتقن فن الحرام...
فتنة فراق و آلام....
عديم الرحمة...
لكنك لن تعرف...
لن تعلم...
ومن هنا سنفهم البئر....
و طريق السوق المغطى...
الأبوابه المغلقة...
ميقاة الأربعين درج...
مغرب الهرج و المرج....
الضريح العالي...
و العلماء تجلس في الفناء....
في بيت بلا سقف....
صغير يطلب من ربه دواء...
سأحدثك في كل هذا...
و أكثر...
سوف ترى شياطينا تنظر...
لست وحيدا....
فالله أكبر....
صراط الرب هنا تعبر....
أسد عضيم حاقد...
و حية الرب تطيع العابد...
كثيرة أحزانك يا سيدي...
و أمرك قدر سرمدي...
سبحان رب النور..
يوم خلق النور....
حين كان الكل حطاما...
وكانت روح الله تطفو...
ثم قال كن...